يعالج الطب النفسي العام الاضطرابات النفسية التي تؤثر على المزاج والسلوك والوظائف الإدراكية. ويشمل هذا التخصص تشخيص هذه الاضطرابات وعلاجها والوقاية منها بهدف تحسين الصحة النفسية العامة وجودة حياة الأفراد. يعتمد الأطباء النفسيون في هذا المجال على مزيج من التدخلات العلاجية، مثل الأدوية والعلاج النفسي، يتم تخصيصها بحسب احتياجات كل مريض، بهدف استعادة التوازن النفسي وتعزيز جودة الحياة.
الاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب مزاجي شائع يتميز بالحزن المستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، وانخفاض الطاقة. يؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي، بما في ذلك القدرة على العمل والدراسة والأكل والنوم. تشمل الأعراض أيضاً مشاعر انعدام القيمة، وضعف التركيز، وأفكار الموت أو الانتحار. ينجم الاكتئاب عن تفاعل معقّد بين العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية. ويتطلب علاجه نهجًا متكاملًا يجمع عادة بين الأدوية والعلاج النفسي وتعديل نمط الحياة.
اضطرابات القلق
تمثل اضطرابات القلق مجموعة من الحالات النفسية التي تتسم بمشاعر خوف وقلق مفرطة وغير متناسبة مع الموقف. وتشمل اضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، واضطراب القلق الاجتماعي، والفوبيا المحددة. من الأعراض الشائعة: خفقان القلب، التعرق الزائد، صعوبة التركيز، والأرق. قد تعرقل اضطرابات القلق الأنشطة اليومية والعلاقات الاجتماعية بشكل كبير. ورغم أن السبب الدقيق غير معروف، فإنها تنتج عادةً عن تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية والنفسية.
اضطراب ثنائي القطب
يتميّز اضطراب ثنائي القطب بتقلّبات حادة في المزاج، تشمل فترات من الارتفاع العاطفي (الهوس أو الهوس الخفيف) وفترات من الانخفاض (الاكتئاب). تؤثر هذه النوبات على النوم، ومستويات الطاقة، والسلوك، والقدرة على التفكير بوضوح. قد يؤدي اضطراب ثنائي القطب إلى مشكلات في العلاقات الاجتماعية، وضعف الأداء في العمل أو الدراسة، بل وقد يصل إلى التفكير في الانتحار. يُعتقد أن هذا الاضطراب ينجم عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، إلى جانب تغيرات في بنية الدماغ وكيميائه.
الفُصام (Schizophrenia)
الفُصام هو اضطراب نفسي معقّد يؤثر على قدرة الفرد على التفكير بوضوح، والتحكم في الانفعالات، واتخاذ القرارات، والتفاعل مع الآخرين. تشمل الأعراض الهلوسات، الأوهام، الكلام غير المنظم، والضعف الشديد في الأداء اليومي.
يُعد الفُصام حالة مزمنة تتطلب علاجًا مدى الحياة. السبب الدقيق غير معروف، لكنه يرتبط بمزيج من العوامل الوراثية، والكيمياء الدماغية، والعوامل البيئية. يمكن للتشخيص المبكر والعلاج المناسب أن يُحسّن من مسار المرض وتوقعات الشفاء.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يتطوّر اضطراب ما بعد الصدمة بعد التعرّض أو الشهود على حدث يهدد الحياة، مثل الحروب، الكوارث الطبيعية، أو الاعتداءات الشخصية. تشمل الأعراض: استرجاع الحدث (فلاش باك)، الكوابيس، القلق الشديد، والأفكار المتكررة وغير المسيطر عليها حول الحدث. يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى تدهور كبير في الأداء الاجتماعي والمهني.
ينتج اضطراب ما بعد الصدمة عن مزيج معقّد من التجارب المجهِدة، والتاريخ الشخصي من الأمراض النفسية، والعوامل الوراثية التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمونات التوتر.