رحلة الدكتور وليد بخاري من طموح أن يصبح طيارًا مقاتلًا إلى أن يصبح رائدًا في جراحة المناظير في المملكة العربية السعودية تُجسد قوة التحوّل في المسارات غير المتوقعة للحياة. فقد كانت بداياته في مجال الطيران، لكن زيارة عفوية لكلية الطب بجامعة الملك فيصل، بدعوة من عميد الكلية، أعادت توجيه طموحاته نحو الطب. وبرع أكاديميًا، مما قاده للسفر إلى ألمانيا والولايات المتحدة لاستكمال تدريبه في مجالات الجراحة وزراعة الأعضاء، حيث اكتسب مهارات أحدثت لاحقًا نقلة نوعية في جراحة المناظير في المملكة.

عند عودته إلى أرض الوطن، ساهم الدكتور بخاري في تطوير المعايير الجراحية الوطنية من خلال إدخال وتوسيع نطاق تقنيات جراحة المناظير المتقدمة. وقد كان لدوره الريادي في تنظيم أول دورة دولية في هذا المجال داخل المملكة، وتفانيه في تقديم أكثر من 158 دورة تدريبية، أثر كبير في تطوير جودة الرعاية الجراحية والتعليم الطبي في المنطقة. كما شملت جهوده الرائدة التوسّع في نطاق العمليات الجراحية المتاحة داخل المملكة، لا سيما في مجال جراحات السمنة.

اليوم، يواصل الدكتور بخاري مسيرته المتميزة بانضمامه إلى فريق مستشفى كينغز كوليدج لندن – جدة، حاملاً معه خبرة واسعة وروحًا مبتكرة تؤكد التزامه المستمر بالتميز الجراحي والتعليم الطبي. وخلال فترة عمله في مستشفى المركز الطبي الدولي (IMC)، قاد عملية تحوّل جعلت المستشفى من أبرز مزوّدي الرعاية الصحية في المملكة، وساهمت شهرته وكفاءته في زيادة الإقبال على المستشفى بشكل كبير. لقد تجاوز أثر الدكتور بخاري الحدود الوطنية، مثبتًا مكانته كأحد أبرز المتخصصين في الجراحات المعقدة، ومعلمًا مرموقًا على المستوى العالمي. وحتى في ظل التحديات الصحية الكبرى مثل جائحة كوفيد-19، استمر بتفاؤله وثقته في قدرة الإنسان والمجتمع الطبي على الصمود والتكيّف والتغلب على الأزمات.